

تتواصل لليوم العاشر على التوالي، السبت 12 تموز 2025، المعركة الضارية ضد الحرائق الحراجية المستعرة في ريف اللاذقية. تبذل فرق الإطفاء الميدانية جهودًا حثيثة ومتواصلة للسيطرة على هذه النيران التي تهدد البيئة والحياة البرية، بالإضافة إلى القرى والمناطق السكنية. تتركز الجهود حاليًا على إخماد وتبريد بؤر النيران في مناطق حيوية مثل جبل النسر، برج زاهية، البركة، والشيخ حسن. هذه المناطق تشكل نقاطًا ساخنة تتطلب استجابة سريعة ومكثفة لمنع انتشار الحريق بشكل أكبر.

استراتيجيات الإخماد الميدانية والجوية
تتبنى فرق الإطفاء استراتيجيات متعددة للتعامل مع هذه الكارثة. على الأرض، تعمل الفرق على عزل المناطق المتضررة وإنشاء خطوط نار داخل الغابات. هذه الخطوط ضرورية لتحديد مسار النيران ومنعها من الانتشار إلى مناطق جديدة، كما أنها تسهل وصول الفرق والآليات إلى البؤر المشتعلة بشكل آمن. في الوقت ذاته، لا يزال الدعم الجوي بالطائرات حاسمًا في هذه العمليات. فمساهمة الطائرات في إلقاء المياه على نطاق واسع تساعد في تبريد النيران وكبح جماحها، وهو ما يقلل من فرص توسعها ويعزز فعالية العمليات الأرضية.

تحديات العمليات والإنجازات الليلية
تُظهر عمليات الإطفاء الأخيرة مدى التعقيد والتحديات التي تواجه الفرق. خلال الليلة الماضية، تمكنت الفرق من تحقيق إنجاز كبير بالسيطرة على عدة بؤر حرائق على طريق قسطل معاف – كسب. ومع ذلك، لم تخلُ هذه العمليات من الصعوبات الجمة، أبرزها انفجار مخلفات الحرب، مما يشكل خطرًا إضافيًا على سلامة فرق الإطفاء ويعيق تقدمهم. تتطلب هذه الظروف الاستثنائية تنسيقًا عاليًا وحذرًا شديدًا.


التنسيق المشترك والدعم اللوجستي
تُجرى جميع العمليات ضمن غرف تنسيق مشتركة لتعزيز الاستجابة الشاملة والمهنية. يضمن هذا التنسيق تكامل الجهود بين الفرق المشاركة من الأرض والجو، ويساهم في توجيه الدعم اللازم للآليات الهندسية التي تعمل على فتح الطرق وتجهيز المواقع، بالإضافة إلى ضمان استمرارية خطوط إمداد المياه التي تعتبر شريان الحياة في عمليات الإطفاء. كما يلعب الدعم اللوجستي دورًا حيويًا في توفير المعدات والإمدادات اللازمة للفرق العاملة على مدار الساعة.
تتضافر جهود جميع الجهات المعنية لمواجهة هذه الكارثة البيئية، في محاولة للحفاظ على الثروة الحراجية في ريف اللاذقية وحماية المجتمعات المحلية من أخطار الحرائق.